8/14/10

وبالشكر تدوم النعم

By Rula creative


الشكر

الشكر هو خُلق وصانا به اللهتعالى على لسان جميع أنبياءه ونجده من أهم الأخلاق التي أُمِرنا بها في جميع الديانات السماوية وهو من الفضائل ويكون بقول أو فعل يقوم به الإنسان بعد أن يحصل على مساعدة او خدمة أو أي شيء مفيد وذلك ليعبر عن تقديره لهذا الفعل وهو من أهم العبادات التي وصانا بهارسول الله صلى الله عليه وسلموهناك الكثير من الأحاديث التي أخبرنا بها سيد الخلق سيدنامحمد ليعرفنا فيها بقيمة الشكر وضرورته وأهميته.
ولابد من الإعتياد على شكر الآخرين حتى لو لم ندرك قيمة ما حصلنا عليه في الوقت الحال لأنه لابد من أن ندرك قيمته في يوم من الأيام.
الشكر بعدة لغات : 
بالإنجليزية Thanks
بالعربية شكراً، مشكور، جزاك الله خير، بارك الله فيك
بالألبانية Faleminderit
بالإيطالية Grazie
بالأفريقية Dankie
بالفارسية با تشکر
بالفرنسية Merci
أنواع و وسائل الشكر: 
أهم أنواع الشكر هو شكر الله تعالى على نعمه ويكون بالاعتراف بنعمه وإظهارها والثناء عليه بها، وأن يعرف الإنسان أن النعم كلها من الله وأنه هو مسبب أسبابها،ومن لا يشكر الله على نعمه فهو كافر بهذه النعم وجاهد لفضل الله عليه، قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} (البقرة: 152). اذ أن الاعتراف بالنعم ومن أنعم بها وشكره سبب لبقائها وزيادتها كما قال بعض الأدباء : قيدوا النعم بالشكر فإنها كالنعم لها أوابد ، أي تشرد وتنفر ،وبلا شك فإن كفران هذه النعم وعدم شكرها هو سبب رئيسي لزوالها.
العناصر التي لا بد من توافرها ليكتمل شكر الله تعالى:
  • الشكر باللسان: بأن يتلفظ الإنسان بألفاظ الشكر كقوله (الشكر لله،أشكر الله، الحمد لله ، حمداً لله ) أو ما أشبه، بل كل حمد ومدح له سبحانه فهو داخل في إطار الشكر وإن لم يكن بلفظ الشكر.
  • الشكر بالقلب: بأن يعرف الإنسان بقلبه أن النعم منه سبحانه، وأن المنعم بالأصل هو الله وأن الله قد سخر لنا البشر ليوصلوا لنا النعمة وينوي لله شكراً ومدحاً، ويخضع قلبه أمام المنعم والمتفضل سبحانه.
  • الشكر بالجوارح: وجَوارِحُ الإِنسان هي أَعضاؤُه وعَوامِلُ جسده كيديه ورجليه ، ويكون شكر الجوارح بأن ان لا يستخدم أعضاءه إلا بما يرضي الله عنه من الأعمال الصالحة وإجتناب الأعمال السيئة.
ولا يكون الإنسان شاكراً لله حق الشكر إلا حين يشكر من أحسن إليه من الناس سواءاً كان هذا الإحسان بالعطاء المادي أو العلم أو النصيحة أو أي فائدة قد تعود على الإنسان بالنفع.
فقد قال حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا عائشة أخبرني جبريل، قال إذا حشر الله الخلائق يوم القيامة، قال لعبد من عباده، اصطنع إليه عبد من عباده معروفاً هل شكرته؟ فيقول أي رب علمت إن ذلك منك فشكرتك فيقول: {لم تشكرني إذ لم تشكر من أجريت ذلك على يديه} ـ البيهقي وابن عساكر عن عائشة

للشكر عدة أنواع ، من أهمها : 
  • الرضا بقضاء الله شكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟! فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟!فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد) رواه الترمذي وأحمد..
  • والصدقة تعتبر من وسائل الشكر للنعم.
  • الرحمة بالحيوانات أيضاً هي من أنواع شكر الله على نعمة أن سخر لنا هذه الدواب لنستخدمها في حاجاتنا.
  • حفظ النعم وعدم الإسراف فيها من أهم وسائل الشكر - عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة فقال { يا عائشة أحسني جوار نعم الله عليك فإنها قل إن نفرت عن قوم فكادت ترجع إليهم } ورواه ابن ماجه ولفظه فدخل علي ، فرأى كسرة ملقاة فأخذها فمسحها ثم أكلها وقال { يا عائشة أكرمي كريمك فإنها ما نفرت عن قوم فعادت إليهم } والمقصود بالكسرة هي قطعة الخبز الصغيرة.
  • وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسجد لله سجدة شكر إذا ما حدث لنا شيء يسُرُّ، أو إذا عافانا الله من البلاء.
  • ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم، واستخدامها في طاعة الله، والتحدث بها، قال تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} (الضحى: 11).
وأيضاً علمنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم صلاة ركعتين الضحى ( مابين شروق الشمس وصلاة الظهر. فإن فيها شكر لله على نعمة العافية.
  • من قال : اللهم ما أصبح / أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر - في الصباح فقد أدى شكر يومه ومن قالها مساءاً فقد أدى شكر ليلته، وهي من أذكار الصباح والمساء التي علمنا إياها رسول الله وعلينا قولها كل يوم في الصباح والمساء.
للشكر أنواع كثيرة لايمكننا حصرها أبدا بمقالة واحدة.

آيات من كلام الرحمن سبحانه وتعالى تدل على فضل الشكر وعظمته وأهميته: 
  • يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} (البقرة: 172).
  • {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون} (الملك: 23).
  • {وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}(الأنفال: 26).
  • {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} (القصص: 73).
  • ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} (الإسراء: 3). وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-: {قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} (النمل: 40).
  • وقد قال تعالى : { كلوا من رزق ربكم واشكروا له }(سبأ: 15)، وقال تعالى : { اعملوا آل داود شكرا } (سبأ:13)

من الأحاديث الشريفة التي تدل على حب رسول الله للشكر وحثه عليه: 
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله) البيهقي.
  • وقال: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) أبو داود والترمذي].
  • روي أن النبي(صلى الله عليه وآله) سأل رجلاً قائلاً: (كيف أصبحت؟ فقال: بخير، فأعاد(صلى الله عليه وآله)، فأعاد الرجل الجواب، فأعاد(صلى الله عليه وآله) السؤال، فقال الرجل: بخير أحمد الله وأشكره، فقال(صلى الله عليه وآله): (هذا الذي أردت منك).
  • وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم:( من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد ابلغ في الثناء ) رواه الترمذي وحسنه.
  • ونلاحظ أن رسول الله كان كثير الشكر لربه، وقد علَّمنا أن نقول بعد كل صلاة: (اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)(أبو داود و النسائي).
  • وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (أفلا أكون عبدًا شَكُورًا) متفق عليه .
وقال: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) رواه مسلم  و الترمذي وأحمد.


من أقوال الصالحين في الشكر : 
  • قال عمر بن عبد العزيز عن الشكر: تذكروا النعم؛ فإنَّ ذكرها شكرٌ..
  • قال ابن الجوزي المعنى وقلنا : اعملوا بطاعة الله شكرا على ما آتاكم وقال ابن عبد البر قال بعضهم الطاعات كلها شكر وأفضل الشكر الحمد
  • ذكر ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله عز وجل له شكرها وما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر الله له قبل أن يستغفر ، وإن الرجل ليلبس الثوب فيحمد الله فما يبلغ ركبتيه حتى يغفر له }.
  • ومكتوب في التوراة اشكر لمن أنعم عليك وأنعم على من شكرك فإنه لا زوال للنعم إذا شكرت ، ولا مقام لها إذا كفرت والشكر زيادة في النعم وأمان من الغير
  • وقال حذيفة بن اليمان ما عظمت نعمة الله على حد إلا زاد حق الله عظما
  • قال عروة بن الزبير من لم يعرف سوء ما يبلى ، لم يعرف خير ما يولى
  • وقال جعفر بن محمد ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه وشكرها بلسانه فيبرح حتى يزداد .
  • قال أبو بجيلة :
شكرتك إن الشكر حبل من التقى----وما كل من أوليته نعمة يقضي
وأحييت من ذكري وما كنت خاملا----ولكن بعض الذكر أنبه من بعض

سؤال هام : هل يجب علينا شكر الله على البلاء والبؤس كما نشكره على فضله ونعمه؟الجواب : نعم، فإن الله تعالى لا يفعل بعبده ولا يأتي منه إلاّ خيراً، سواء أكان نعمة أم نقمة بحسب الظاهر، (قل كلّ من عند الله)، والنقمة في المؤمن أما تأديب أو تخفيف ذنب أو رفع درجة، وهذه الثلاثة تستحق الشكر.

فضل و فوائد الشكر : 
1- دوام وإستمرار وزيادة النعم والفوز برضوان الله تعالى وجناته، والأمان من عذابه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ).} (إبراهيم: 7).وقيل : وبالشكر تدوم النعم.
2- دفع البلاء ورفع العذاب : قال سبحانه: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليمًا} (النساء: 147).
3- رفعة شأن الإنسان عند ربه وتقربه له وهدايته فنلاحظ أن الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين. شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}.(النحل: 120-121).
4- بالشكر يزداد الإنسان قرباً إلى معطي النعم (الله) فلا يفرح بالدنيا وما فيها لأن عطايا الله الخالق الكريم أعظم وأعظم،قال تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) (النمل/ 40).
وأيضاً قال: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) (لقمان/ 12).
====> ولابد أن نعلم أن شكر الله بحد ذاته نعمة لابد أن نمتن ونشكر الله عليها لأنه لولا رحمته ومحبته لنا لما عرفّنا هذه النعم ولما أدركنا فضله علينا ولما قدرنا أن نشكره ومهما حاولنا شكر الله على كل نعمه فلن نقدر - لأن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى ولا يمكننا إدراكها، فقد قال تعــالى : ( وإن تُعدُّوا نعمـــة اللَّه لا تحــصــوهـــا إنَّ الإنســان لظلــوم كفَّـــار )))( سورة إبراهيم / 34).
وبالتالي فلا بد أن نشكره دائماً بلا إنقطاع أو ملل.

سؤال هام : هل يجب علينا شكر الله على البلاء والبؤس كما نشكره على فضله ونعمه؟
الجواب : نعم، فإن الله تعالى لا يفعل بعبده ولا يأتي منه إلاّ خيراً، سواء أكان نعمة أم نقمة بحسب الظاهر، (قل كلّ من عند الله)، والنقمة في المؤمن أما تأديب أو تخفيف ذنب أو رفع درجة، وهذه الثلاثة تستحق الشكر.

ملاحظة هامة:
لماذا لا نشكر والدينا وعلمائنا والناس البسطاء مثل عامل النظافة في الشارع وفي الأماكن العامة والسائق والخادمة والخباز والنجار وإمام المسجد الملتزم بعمله , والمعلم الحريص على تلاميذه , والطبيب الساهر على راحة مرضاه, ورجال الأمن الذين يحرسون بلادنا وغيرهم الكثير ممن يتعب لنرتاح نحن.

من أهم ما كتب ونشر عن الشكر من كتب وخطب ومحاضرات رائعة: 
كتاب : إحياء علوم الدين للإمام أبو حامد الغزالي - الربع الرابع : المنجيات- الصبر والشكر -لتحميل كتاب الصبر والشكر]]
حلقة من محاضرات للداعية الدكتور عمرو خالد >رمضانيات> من موقعه الخاص في برنامج كنوز 1424 هـ بعنوان الشكر رائعة جدا .

No comments:

Post a Comment